تم الإعلان رسميًا عن تنظيم “حراس الدين” الذي انبثق من ظل تنظيم “القاعدة” في شمال غرب سوريا في 27 فبرايرعام 2018. واستطاع التنظيم اتخاذ شكل جديد لـ”القاعدة” بعد أن نجح في تجنيد عناصر أجنبية في صفوفه مما تبقى من تنظيمي جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام المواليين للقاعدة في سوريا ويجمع استراتيجية القاعدة التقليدية في محاربة العدو من بعيد ومن مسافة قريبة في نفس الوقت.
تضم قيادة تنظيم حراس الدين كبار قيادات القاعدة في سوريا. ومن أبرز هؤلاء مجموعة من ذوي الجنسية الأردنية. ضمت الحراس أيضًا عدة وحدات أصغر تحت جناحها وعلى الرغم من أن أعدادهم قد تكون صغيرة ، إلا أنهم شكلوا تهديدًا للاستقرار في سوريا والعراق لأنهم يعتمدون على حرب العصابات، انتشر “تنظيم حراس” الدين بشكل أساسي في مواقع متقدّمة على خطوط التماس مع قوات النظام. منذ نشأة التنظيم استهدفت طائرات التحالف الدولي قيادات ومقاتليه، وعرضت الولايات المتحدة الأمريكية ملايين الدولارات للحصول على معلومات تتعلق بقياداته.
من هو تنظيم “حراس الدين”؟
بعد تفكك “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم القاعدة وتبديل اسمها لـ”جبهة فتح الشام”، أعلن تنظيم “القاعدة” في 10 يناير 2018 في بيان تحت عنوان “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين”، صادر عن مؤسسة “السحاب ظهور تنظيم جديد تابع له في سوريا دون الإفصاح عن أي تفاصيل حوله. وبالمقابل أقدم الجولاني على اعتقال قيادات التنظيم الجديد، مثيرا ردة فعل غاضبة بين أوساط الجهاديين، والفصائل المسلحة في المنطقة. لكن احتجاج الأفراد الجهاديين على اعتقال قيادات “حراس الدين”، “دفع الجولاني إلى التراجع واطلاق سراحهم خشية فقدان شرعيته”.
كان تنظيم “حراس الدين” فصيلا جهاديا ضمن”جبهة النصرة”، ” هيئة تحرير الشام ” حاليا، وبعد انفصال ” هيئة تحرير الشام” عن تنظيم “القاعدة” أعلنت حراس الدين” انفصالها عن “هيئة تحرير الشام” في يوليو 2016 بسبب ارتباطها وولائها لتنظيم ” القاعدة”. وفي 27 فبراير 2018 تأسس تنظيم “حراس الدين”، وتشكل من اندماج فصائل ومجموعات مختلفة، جاء على رأسها “جند الملاحم في بلاد الشام” فهو تنظيم عسكري متشدد انشق عن “هيئة تحرير الشام” بعد الانضمام إليها إبان إنشائها في بداية عام2017 ويضم التنظيم في صفوفه قرابة (800) عنصر معظمهم غير سوريين. “جند الأقصى” فقد تأسس على يد محمد العثامنة المعروف بـ”أبو عبد العزيز القطري”. عدة تنظيمات ومليشيات جهادية أخرى كـ(جند الشريعة، وجيش الساحل والبادية، وسرايا كابل والساحل بالإضافة إلى قيادات من تحرير الشام )
وبايعت “حراس الدين” تنظيم “القاعدة” وأعلنت ولاءها لـ”أيمن الظواهري.شدد التنظيم ببيانه الأول في مارس 2018 في على ولائه ومبايعته لتنظيم القاعدة، ودعا إلى وقف القتال الدائر في إدلب وريف حلب بين هيئة تحرير الشام وائتلاف آخر من المجموعات المحلية يُعرَف بجبهة تحرير سوريا. وأكّد على إنقاذ الغوطة الشرقية المحاصَرة. وبحسب ما جاء في بيانه الأول، فإنه “تنظيم إسلامي ولد من رحم الثورة السورية، يهدف إلى نصرة المظلومين وبسط العدل بين المسلمين”. وتأكيدا على ولائها لتنظيم القاعدة نشرت الجماعة في في 6 أبريل 2018 بيان تعزية لحركة “طالبان” الأفغانية، بشأن الهجوم على “حفظة القرآن” في أفغانستان.وجاء في نص البيان: “إننا نُعزي أهالي الشهداء، وإمارة أفغانستان الإسلامية، بفقد هذه الثلة المباركة”. وأعلن تنظيم “حراس الدين” في 30 أبريل 2018 بيان اندماجه مع فصيل “أنصار التوحيد” “جند الأقصى سابقا والذي يعتبر من أقرب الزمر المسلحة إلى تنظيم “جبهة النصرة” سابقا وذلك تحت راية ما يسمى بـ”حلف نصرة الإسلام” في إدلب.
عديد التنظيم: يسعى تنظيم “حراس الدين”، إلى إعادة ربط الجهاديين في سوريا، بتنظيم القاعدة، تشير التقديرات في 30 نوفمبر 2020 إلى أن عديد عناصر تنظيم “حراس الدين” يقدر بحوالي (2000) مقاتل هو عدد منخفض بالمقارنة مع هيئة تحرير الشام وميليشيات أخرى في شمال سورية. ثلث مقاتلي التنظيم من غير السوريين وكان قد هاجروا من أوزبكستان وبعض الجمهوريات الأخرى من آسيا الوسطى إلى سوريا منذ 2011. إلى جانب قدامى المحاربين الذين شاركوا في الحروب في أفغانستان والعراق، يستقطب حراس الدين مقاتلين منتمين إلى تنظيم “داعش”من إدلب ودير الزور. ويتمتّع هؤلاء المقاتلون بمهارات كبيرة في الحرب، وعلى الأرجح في جمع المعلومات الاستخبارية. وقد ساهمت تجارب التنظيم في أفغانستان، في تعزيز روابطه مع قيادة القاعدة المركزية، فضلاً عن شبكة من الولاءات والعلاقات الشخصية ضمن أقسام أخرى من التنظيم.
أعلن “حراس الدين” في 12 يونيو 2020. تشكيل قوة “تنسيقية مشتركة” بإسم “فاثبتوا”. وتتكون القوة من (5) فصائل أبرزها “لواء المقاتلين الأنصار” و”تنسيقية الجهاد” و”جماعة أنصار الدين” و”أنصار الإسلام”. بقيادة “أبو العبد اشداء” المنشق عن الجولاني وهيئته، هو من يترأس الغرفة. واستثنت غرفة عمليات “فاثبتوا” في بيانها الاول ، أي دور نظري أو عملي لـ”هيئة تحرير الشام”، ويأتي ذلك في وقتٍ.
المناطق الخاضعة لنفوذ التنظيم : انتشر “تنظيم حراس” الدين بشكل أساسي في مواقع متقدّمة على خطوط التماس مع قوات النظام، وتحديدا في (ريف حماة الشمالي، وجبل التركمان بريف اللاذقية، وريف حلب الجنوبي، بالإضافة إلى جبل باريشا وجبل الزاوية بريف إدلب الغربي) حيث تفيد التقديرات طريقة توزيع التنظيم لجبهاته القتالية بالقرب من نقاط المراقبة التركيّة، وتفضيله التحرّك في محيط الطرق الدوليّة مثل “دمشق- حلب”، و”اللاذقية- حلب”، إلى كون التنظيم يركز انتشاره في مناطق حسّاسة في سياق مواجهة النظام السوري بشكل أساسي. تحكم تنظيم حراس الدين وفقا للتقارير بـ”4” مراكز احتجاز سرية تحتوي قرابة (113) محتجزاً.
تمتّع تنظيم “حراس الدين” بمساحة عملاتية آمنة نسبياً في المناطق التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” لكنه لايؤيد سياساتها، ولاسيما قيامها باسترضاء تركيا، التي توصّلت إلى عقد تفاهمات مع روسيا. بيد أن عدم استعداد “حراس الدين” للمساومة، فضلاً عن إيديولوجيته السلفية- الجهادية الأقل ليونةً، وولائه للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة وإرث قادته، أكسبه مصداقية في أوساط الجهاديين.
كشفت المصادر لوكالة “سبوتنيك” أن تنظيم “جبهة النصرة” سابقا سلم فصيل “حراس الدين” (6) بلدات في جنوب إدلب الشرقي لاستيعاب “إرهابيي القاعدة الوافدين” فيها، وذلك بعد سحب مقاتلي “أجناد القوقاز” من بلدتي “الخوين والزرزور” ومحيط تل طوقان، وسحب قوات النخبة في هيئة تحرير الشام من بلدات الفرجة والصرمان والشعرة وتل السلطان.
الهيكل التنظيمي
قاد التنظيم “أبو همام الشامي”، واسمه الحقيقي فاروق السوري، وهو من قدامى مسلحي القاعدة، والقائد السابق لـجبهة النصرة وهو مبايع لأيمن الظواهري.أفادت التقارير الاستخباراتية في مارس 2019 أن تنظيم “حراس الدين” يمتلك مجلسا أعلى يسمى وهو له الكلمة العليا وصاحب القرار داخل التنظيم. ترأس مجلس الشورى سيف العدل ، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية، وكان مقربا من بن لادن وجهت له الولايات المتحدة الأمريكية اتهامات في قضية تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998، ومتهم كذلك باختطاف الصحافي الأميركي دانييل بيرل عام 2002. وتورط في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981. ويضم مجلس الشورى “أبو جليبيب طوباس” و”أبو خديجة الأردني” وسامي العريدي و”أبو القسام” و”أبو عبد الرحمن المكي”، وعددًا من القيادات السابقة في “جبهة النصرة” والتي رفضت فك الارتباط بالقاعدة. يعد مجلس “شورى القاعدة” حلقة الوصل بين قيادات تنظيم “القاعدة” وقيادات “حراس الدين”.
تشكل التقسيمات الداخلية لـ”حراس الدين” قوة وضعفاً للتنظيم في آن واحد، الانقسامات ساهمت إلى حد كبير في الحفاظ على سرية العمل لدى التنظيم، ومنحته قدرة تمويه جديدة على تحركات قياداته ومناطق وجودهم؛ لكنها في الوقت نفسه شكّلت خوف القيادات بعضها من بعض، كون هذه القيادات تعلم أن كل مجموعة تسعى لقيادة التنظيم في النهاية. هذا ما جعلها تنعزل في مناطق مُتباعدة، وهو ما تمكن ملاحظته تماماً في توزيع “حراس الدين”، فشق يوجد في مناطق ريف حلب الجنوبي، وريف إدلب الشرقي، وشق آخر يوجد في ريف جسر الشغور، وقسم ثالث من السوريين في جبل الزاوية، وكل جزء من هذه الأجزاء يسعى لإدارة منطقته بنفسه.
طالب عدد من عناصر “حراس الدين” المفصولين في 11 يونيو 2021 ” أيمن الظواهري” بتاييدهم كأفراد جدد في سوريا ينتمون للتنظيم. وأشاروا إلى أنهم لن يصبحوا مثل الجولاني أو البغدادي. ويوضح الأعضاء المفصولون بأن انشغال حراس الدين بالصراع مع هيئة تحرير الشام، جاء على حساب الهيكل التنظيمي.
أبرز القيادات داخل التنظيم
القيادي | الكنية | الجنسية |
خالد مصطفى العاروري | أبو قسام | أردني |
سامي محمود محمد العريدي | أبو محمود الشامي | أردني |
– | أبو عبد الرحمن المكي | سعودي |
إياد الطوباسي | أبو جليبيب | أردني |
سمير حجازي | أبو همام السوري | سوري |
ساري محمد حسن شهاب | أبو خلاد المهندس | أردني |
بلال الصنعاني | – | يمني |
بلال خريسات | أبو خديجة الأردني | أردني |
سمير حجازي: يلقب بـ”أبو همام السوري (الشامي) أو “فاروق السوري” سافر إلى أفغانستان بين عامي 1998 و1999 وبايع زعيم تنظيم “القاعدة واكتسب العديد الخبرات العسكرية والقيادية من خلالها انتقل إلى العراق في عام 2003. في مهمة خاصة بتكليف من “أسامة بن لادن” وبقي فيها لمدة 4 أشهر، اجتمع خلالها بقيادات تنظيم القاعدة هناك وعلى رأسهم “أبوحمزة المهاجر” و”أبومصعب الزرقاوي”. اعتقلت الاستخبارات العراقية “الشامي” وتم تسليمه إلى بلاده وتم الإفراج عنه وعاد إلى العراق مرة أخرى. وسُجن 5 سنوات في لبنان بعدما أوقفت السلطات اللبنانية “الشامي” برفقة “أبوطلحة الدوسري” أثناء قدومهما من سوريا في عام 2008 أفرج عنه عام 2012. توجه إلى سوريا، وشكل مع “أبو عمر الكردي” و(6) آخرين نواة تنظيم “جبهة النصرة” في سوريا، وتسلم منصب القائد العسكري العام لجبهة النصرة في سوريا وأصبح “أبو همام” زعيمًا للسوريين في تنظيم “القاعدة”. تولى أواخر عام 2012 منصب القائد العسكري العام للجبهة وفي العام 2018، أسس الحجازي تنظيم “حراس الدين”،وأدرجته الولايات المتحدة اسم “حجازي” على لائحة قوائم الإرهاب.
خالد العاروري: المسؤول العسكري العام لتنظيم حراس الدين يكنى بـ” قسام الأردني”، أو “أبو قسام”، من مدينة “رام الله” فلسطين، ونشأ في محافظة “الزرقاء” شرق الأردن. يعتبر الصديق المقرب من”الزرقاوي” وصهره. ساهم مع “لزرقاوي” في تأسيس تنظيم “جماعة التوحيد” في الأردن، وفي 29 مارس 2019 ألقت الأجهزة الأمنية في الأردن أمضيا (5) سنوات، حتى صدر قرار بالعفو عنهما عام 1999. خضع كل من “الزرقاوي” و”العاروري” لتدريب خاصة في وزيرستان لمدة (45 )يومًا بمعسكرات تنظيم القاعدة ، واستقرا في منطقة “هيرات” الأفغانية. وشاركا في معارك بأفغانستان ضد روسيا، وبعد إصابته في إحدى معارك افغانستان توجه إلى إيران وتم القبض عليه وحكم علية بالسجن(12) سنة. وتم إطلاق سراحه في صقفة تبادلية بين إيران وتنظيم القاعدة مقابل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني. ثم انتقل إلى سوريا بعد الإفراج عنه توجه واستقر في ريف اللاذقية مع مجموعة من الأردنيين والمصريين، ضمت ما عرف بمجموعة خراسان التي أسست بداية “لجنة المتابعة في الشام” وهي حلقة الوصل بين تنظيم القاعدة وجبهة النصرة. أدرجته واشنطن على قوائم الإرهاب. وأعلنت القوات الخاصة الأمريكية الأربعاء في 24 يونيو 2020 بصاروخ سري ذي مميزات فريدة وخاصة.
سامي العريدي: يلقب بـ”أبو محمود الشامي” ولد سامي العريدي في العاصمة الأردنية عمان.يحمل مؤهلات علمية في العلوم الشرعية الإسلامية، وله مؤلفات في الجهاد والخلافة الراشدة. تبنى “العريدي” الفكر الجهادي سافر إلى سوريا بعد اندلاع الحرب هناك عام . ويحظى بعلاقة وثيقة مع أبرز منظري التيار الجهادي على مستوى العالم “عمر محمود أبو عمر”، الشهير بـ “أبي قتادة”. انضم إلى تنظيم القاعدة وأصبح جزءاً من المؤسسة الدينية التي تملكها جبهة النصرة “هيئة تحرير الشام” حالياً، قبل فك ارتباطها بالقاعدة، ومكنته مؤهلاته أن يكون المرجع الشرعي لتنظيم “حراس” الدين. وكان قد تم وتم تعيينه المرجع الشرعي العام لدرعا، وكان قد عين المرجع الشرعي العام للجبهة خلفاً لـ”أبو ماريا القحطاني”. اعتقلته “هيئة تحرير الشام” بتهمة شق الصف داخل الهيئة، ومحاولة إعلان تشكيل جديد لتنظيم القاعدة في سوريا.
إياد الطوباسي: أردني الجنسية يكنى بـ”أبو جليبيب” كان أمير جبهة النصرة في محافظة درعا ودمشق قبل أن تعلن الجبهة عن انفصالها عن تنظيم “القاعدة” عام 2016. تنقل في صفوف تنظيم “القاعدة ” وقاتل في افغانستان ثم العراق لينتهي به المطاف في سوريا. وخلال وجوده في العراق كان الطوباسي مقربا من الزرقاوي. ووفق التقييمات الأمريكية فإن “الطوباسي” لعب دورا كبيرا في تعزيز إمكانات “النصرة” العسكرية وجهازها الأمني خلال قيادته لها في درعا. وتمكن من تجنيد العديد من المسلحين الذين نفذوا الكثير من عمليات الاغتيال. وأقام “الطوباسي ” سجونا خاصة بالنصرة كان يخضع فيها المعتقلون للتعذيب الشديد، وكان يدعو إلى الاستيلاء على بيوت وممتلكات عناصر الجيش السوري الحر. أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية ضمن قائمة المنظمات والشخصيات “الإرهابية”، فإن الطوباسي كان واحداً من بين مجموعة صغيرة أوفدها” أبو بكر البغدادي” إلى سوريا عام 2011 . أعلن تنظيم “حراس الدين” في سوريا عن مقتل أحد أبرز “الجهاديين” الأردنيين في محافظة درعا في جنوب سوريا في ظروف غامض في يناير 2019..
ساهمت التجارب المشتركة في إيران، في بناء شبكة من الروابط بين قادة تنظيم “حراس الدين” وقيادة القاعدة المركزية، كان (الطوباسي والعاروري) مسجونَين في إيران، إلى جانب قياديين في القاعدة مثل حمزة بن لادن ومحمد صلاح الدين زيدان (سيف العدل). وقد جرى الإفراج عنهم جميعاً في صفقة تبادلية في العام 2015 بين إيران والقاعدة. هذا فضلاً عن أن مرشد “سمير حجازي” كان عطية الله الليبي، الذي كان في مرحلة معيّنة مبعوث أسامة بن لادن في إيران.
بلال الصنعاني: قائد عسكري بجيش البادية في التنظيم “يمني” الجنسية. ينحدر من بلدة العشارة بريف دير الزور، وكان مقاتلاً ضمن صفوف جبهة النصرة، ومن ثم هيئة تحرير الشام، وعند انشقاق تنظيم حراس الدين عن جبهة النصرة، بقي قسم من جيش البادية” مع الجبهة تحت اسم “الفوج الـ 106 أجناد الشرقية”، فيما انخرط القسم الآخر ضمن صفوف حراس الدين محافظاً على اسمه “جيش البادية”. عن تنظيم “القاعدة”. تم مقتله بعد استهدافه بطائرة دون طيار بريف إدلب في 2019.
بلال خريسات: يكنى بـ” أبو خديجة الأردني” شارك في تأسيس تنظيم “حراس الدين”. وصل إلى سوريا في عام 2012 كان عضوا في تنظيم جبهة النصرة ببلاد الشام عين قاضيا والتحق بصفوف “هيئة تحرير الشام” بإدلب.
مصادر التمويل
تمويل ذاتي: تأتي مصادر تمويل “حراس الدين” عبر جمع الأموال من خلال الإنترنت في إطار حملات كـ”حملة جاهزون” في مايو 2019 حيث طلبت من المؤيدين بعث رسائل على حسابات مخصصة في “تلغرام” و”واتساب”، تزودهم لاحقاً بمعلومات عن حسابات مصرفية يمكنهم إرسال الأموال إليها. وينص مبدأ الحملة على أن “المال هو ركيزة الجهاد ومن دونه قد تضعف قدرات المجاهدين”. كذلك عبر”غرفة عمليات وحرض المؤمنين” التابعة له وذلك لتمويل هجماته وأنشطته العسكرية وشراء المعدات والأسلحة ودفع رواتب المقاتلين وعلاج المصابين أثناء القتال، والغذاء والوقود.
التمويل التركي: كانت تركيا مصدر تمويل هام للتنظيم حيث وفرت الدعم المالي المدفوع للتنظيم، فوفقا للمرصد السوري في 12 أكتوبر 2020 كانت قد تصاعدت الخلافات بين “هيئة تحرير الشام” و”حراس الدين” بسبب زيادة تركيا نسبة تمويل “هيئة تحرير الشام” وتقليص الدعم المالي لـ”حراس الدين”.و نالت الهيئة تحرير الشام القسط الأكبر من التمويلات؛ لأن تحرير الشام تخدم مصالح تركيا في سوريا بشكل أكبر.
كشف مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى 20 يونيو 2021 مقره موسكو عن مراسلات سرية تفضح نشاط الاستخبارات الأذربيجانية في إدلب بالتنسيق مع تركيا، مشيراً إلى وجود علاقة بينها وبين “هيئة تحرير الشام” بالإضافة إلى تنظيمات متشددة أخرى كـ “حراس الدين”. حث تم الكشف على مراسلات سرية تكشف ضلوع بعض العناصر الأذربيجانية المهمة في الأزمة السورية”. من هؤلاء ضابط ومنسق القوات الخاصة الأذربيجانية “حسين أزيري” الذي يشغل منصب المسؤول الإداري والمالي عن مجموعة لواء المهاجرين والأنصار الإرهابية التي تعد أحد الفروع التابعة لهيئة تحرير الشام الإرهابية في سوريا”. وهو التدفقات المالية وتنظيم حملات التمويل الجماعي لجمع المساعدات “الإنسانية” القادمة من تركيا وتوزيعها في سوريا وتحديداً في إدلب.
تمويل من تنظيم “داعش” : كشفت التقارير الاستخباراتية عن احتواء دفاتر على (8) إيصالات مؤرخة من أوائل عام 2017 إلى منتصف 2018 تُظهر مدفوعات من تنظيم”داعش” لأعضاء “حراس الدين” مقابل معدات أمنية وإعلامية والرواتب والنفقات اللوجيستية. ويظهر أحد الإيصالات الصادرة في عام 2018، أن داعش دفع (7) آلاف دولار إلى التنظيم الموالي للقاعدة، مقابل تأمين وصول عناصر داعش من “ولاية الخير”، وهو الاسم الذي أطلقه التنظيم على محافظة “دير الزور” بشرق سوريا، عندما كانت خاضعة لسيطرته. وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية دفع داعش عشرات الآلاف من الدولارات لتنظيم “حراس الدين” ، من أجل توفير حماية للبغدادي في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
أنشطة التنظيم
- أنشطته على أرض الواقع: سعى تنظيم “حراس الدين” لنشر أفكاره المتطرفة في مناطق نفوذه فقد أنشأ مؤسسات دينية منها “مركز دعاة التوحيد الدعوي” ترأسه “أبو أسامة الشوكاني”، وزادت أنشطة المركزعبرالمحاضرات والخطب والمنتديات والدروس الدينية والثقافية وتوزيع المنشورات على المارة لنشر أيديولوجياته. وأنشأ التنظيم “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.” وأسس مدارس للاطفال في سهل الروج. افتتح “تنظيم حراس الدين” معسكر الشيخ “أبي فراس السوري” في 12 أبريل 2018 لتدريب عناصره في محافظة إدلب، ويعد المعكسر أحدى مراكز الإعداد البدني والعسكري لمقاتلي تنظيم حراس الدين”
- أنشطته في الفضاء الإلكتروني: وامتلك التنظيم حسابات على منصات التواصل الإجتماعي كـ “Telegram”. ودشن موقع إلكتروني نشر فيها أنشطته وبياناته وروج إلى فعاليته .واستطاع عبر الإنترنيت للترويج لما يصل إلى (100) فعالية محافظة في إدلب. ويتبنى من خلال منصاته في الفضاء الإلكتروني الهجمات التي ينفذها.
تعتبرالمؤسسة الإعلامية الناطقة بإسم التنظيم هي مؤسسة للإنتاج الإعلامي و التي تم إطلاقها في 3 أبريل 2018 . وأعلن من خلالها أول بيان له في 26 أبريل 2018 .صدر عن المؤسسة (21) بيانا عبرعن مواقف التنظيم منذ نشأتها حتى عام 2020 منها (7) غير متعلقة بالشأن السوري وتتعلق بملفات خارجية. وانتجت المؤسسة (7) أفلام مرئية قصيرة منها (3) للقيادي”سامي العريدي؟، و(3) منها تنقل جانبا من معسكرات الإعداد التابعة للتنظيم وجزءا من مؤازراته للجبهات، وواحد نقل عملية عسكرية للتنظيم. و(3) مقاطع صوتية.
أبرز العمليات الإرهابية التي نفذها التنظيم
تلعب الخلايا النائمة التابعة لحراس الدين وتكتيكاته في دورا هاما شنّ حرب عصابات، مثل الاغتيالات على الدراجات النارية والتفجير بواسطة سيارات مفخخة، لزعزعة الاستقرارما يساهم في تعزيز قوّته.
- أعلنت “حراس الدين” في نهاية أبريل2018 عن تنفيذها لأول عملية عسكرية ضد القوات الموالية للحكومة شمال محافظة حماة.
- اقتحم عناصر تابعون لتنظيم حراس الدين في 2 مايو 2018 جامعة إيبلا الخاصة شمالي مدينة سراقب، بدعوى وجود اختلاط في الجامعة، مهددين بإغلاقها في حال استمر الوضع على ماهو عليه.
- نفذ “الحزب الإسلامي التركستاني” المدعوم تركياً بالتعاون مع تنظيم “حراس الدين” التابع لـ”القاعدة”، هجوماً على مواقع القوات الحكومية بريف “حماة” الشمالي في 6 نوفمبر 2018
- هاجم تنظيم حراس الدين، في يونيو 2018 ، مواقع تابعة للنظام السوري في محافظة اللاذقية، ماتسبّب بإطلاق عملية قصف جوي في المنطقة
- أفادت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في 19 مارس 2020، بأن تنظيم “حراس الدين” مسؤول عن خطف وإخفاء قسري لـ(6) نشطاء عاملين في منظمات إغاثية في إدلب”. كشفت دراسة في 5 يناير 2019 أعدتها دار الإقتاء المصرية مفادها أن التنظيم اعتمد على “تكتيكات حرب العصابات” بالنظر إلى قلة عدد أعضائها. وتابعت الدراسة أن أعضاء التنظيم هم مقاتلون سابقون في تنظيم”داعش” وإرهابيون شهدوا القتال في العراق وأفغانستان، ولديهم خبرة كبيرة في الحرب وربما يكونون ماهرين في جمع المعلومات الاستخباراتية، وما عزز ذلك تجربتهم بالقتال في أفغانستان.
- شن التنظيم منذ نشأته حتى عام 2019 حوالي (200) هجوم، وتمركزت الهجمات في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة، بما فيها (12) موقعاً في محافظة حلب، و(16) في محافظة حماة، و (7 ) في محافظة إدلب، و(15) في محافظة اللاذقية،ونفذت حراس الدين بالتعاون مع هيئة تحريرالشام حوالي (3) من هذه الهجمات.
- نفذ “حراس الدين”في 1 يناير 2021 هجوما ضد القوات الروسية قرب قاعدة في “تل السمن”، بالريف الشمالي في الرقة في ويعد هو الهجوم هو الأول من نوعه خارج منطقة تمركزه في إدلب، شمال غربي سوريا والتي لم يسبق له تنفيذ عمليات خارج هذه المنطقة. وشن التنظيم عدة هجمات هجمات على قوات النظام السوري في سهل الغاب غرب حماة. كما أنه استهدف جنودا أتراكا ودوريات روسية – تركية على طريق حلب – اللاذقية.
علاقاته مع التنظيمات المتطرفة
تنظيم القاعدة: نقلت شبكة CNN عن مصادر استخباراتية أفغانية في مايو 2021 أن الغارة التي قتلت “حسام عبد الرؤوف” مسؤول الإعلام في القاعدة في أكتوبر2021 كشفت أسماء عناصر للقاعدة في سوريا تمت تصفيتهم لاحقاً. وبحسب التقرير، وجد الأفغان رسائل من حسام عبدالرؤوف إلى حراس الدين تكشف عن خليّة للحراس في إدلب. في 22 أكتوبر2020 أغار التحالف على مأدبة غداء في قرية جكارة. وقتل أكثر من (10) أشخاص. الـ centcom صرح بأنهم نجحوا في تحييد عناصر من القاعدة. تركزت الاخبار وقتها على على حمود السحارى وأبي طلحة الحديدي من كتائب الفتح اللذين انشقا عن هيئة تحرير الشام. لم يتحدث أحد عن عناصر لحراس الدين قتلوا في الهجوم. لكن حساب “مزمجر الثورة” أكد حينها إن الغارة أسفرت عن: “مقتل القيادي في الحراس أسامة المهاجر الذي كان بصدد الخروج من سوريا ومعه (5)مهاجرين.”
أكد تنظيم “حراس الدين” والقاعدة في سوري في 19 نوفمبر 2020، في ببيان تعزية مقتل قائدها “أبو محمد المصري” الذي لجأ إلى أيران في عام 2003 مع قيادات أخرى كبيرة لتلقي التدريب وسهلت سفرهم بين العراق وأفغانستان، وهو أحد مؤسسي “تنظيم قاعدة الجهاد” وتأكيد مقتله في إيران، ليكون الاعتراف الرسمي من قبل تنظيم القاعدة بوجود قياديين من التنظيم يعيشون على الأراضي الإيرانية، رغم نفي الخارجية الإيرانية للأمر.
هيئة تحريرالشام : اعتقلت “هيئة تحرير الشام” عناصر عدة من “حراس الدين”. وجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم “حراس الدين” إلى تنفيذ هجمات على القوات التركية و “هيئة تحرير الشام”بعد سلسلة من الاغتيالات الغامضة طالت كوادر في هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني. وبعد عدد من هذه الحوادث، وقّعت الجماعتان اتفاقاً من (6) نقاط ينصّ على وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، وإعادة الأسلحة التي تمّ الاستيلاء عليها إلى كل مجموعة، ووقف انشقاق المقاتلين من الجانبين. لكن سرعان ما انهارت وتبادل الطرفان التهديدات، ومنذ ذلك الحين سلك خطاب التنظيم ضد هيئة تحرير الشام منحى تصاعدياً.
تصاعد التوتر بين ” هيئة تحرير الشام” في 17 نوفمبر 2018 بين بتصعيد التوتر هيئة تحرير الشام ” وحراس الدين” في منطقة حارم بريف إدلب الشمالي على خلفية اعتقال “الهيئة” (7) من عناصر “حراس الدين”. منحدرين من فرنسا. وأعلن تنظيم “حراس الدين” بعد هذه الاعتقالات حالة من الاستنفار ونشرت حواجز في المنطقة.
يرى الباحث “كايل أورتون” المقيم في لندن قال إن الهيئة ربما تريد فرض سيطرتها وإضعاف جماعة “حراس الدين عسى” أن تصبح فاعلا مقبولا على المدى الطويل في سوريا، وبما يمكنها من الدخول في تسويات سياسية مع الأطراف الدولية الأخرى.وأشار إلى أن هيئة تحرير الشام التقطت الإشارة سريعا بأن استمرار وجودها يعني القضاء على الجماعات الإسلاموية التابعة لداعش والقاعدة.
أشار ” كريستوفر ميللر” مدير المركز القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب في 25 سبتمبر 2020 إلى معاناة تنظيم “حراس الدين” في إدلب جراء الخسائر المتتالية التي مني بها. وأكد على أن “حراس الدين، هو مجموعة مكونة من عدد من مقاتلي القاعدة، عانى من خسائر متتالية لقادة رئيسين بسبب النزاعات مع الفصائل المتطرفة الأخرى والصراع مع جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) الأمر الذي أعاق نمو التنظيم”.
أفاد تقرير لمجلس الأمن الدولي في 5 فبراير 2021 أن “هيئة تحرير الشام” “جبهة النصرة” سابقا تمكنت من احتواء تنظيم “حراس الدين”، الفرع الآخر للقاعدة في المنطقة، بسبب ضعفه وفقده لمعظم قياداته في عام 2020 وكان قد خلص تقييم الأمم المتحدة إلى أن لحراس الدين تركيز على النشاط الدولي أكبر بكثير من تحرير الشام. أقدمت “هيئة تحرير الشام” في 14 أبريل 2021 على تنفيذ مداهمات عدة في محيط محافظة إدلب. أسفرت عن مقتل قياديين أثنين من فصيل حراس الدين التابع لـ تنظيم القاعدة وهما “أبو دجانة الليبي و أبو عبد الرحمن التونسي” وكانت قد وردت أنباء أخرى عن مقتل “التونسي” في غارة أمريكية في سبتمبر 2020. واعتقلت “هيئة تحرير الشام” في 25 فبراير 2021 “شقران الأردني”، القياديً البارزا في تنظيم “حراس الدين”، وهو الرجل الثاني في التنظيم بعد قائده العام أبو همام الأردني كذلك تم اعتقال أبو أحمد الأنصاري، وأبو سليمان الملا.
تنظيم داعش: أعلن تنظيم” داعش” في 27 أبريل 2018 في العدد “129” لصحيفة النبأ إن “حراس الدين” فصيل مرتد. لم يتبرأ من “هيئة تحرير الشام” التي انشق عنها، خاصة بعد الأمور التي اتبعوها في الأشهر الماضية، وأسهمت في “شق صفوف المسلمين”. وأضاف التنظيم أن الانشقاق عن “الهيئة” يجب أن يقترن بإعلان البراءة منها، ومن أفرادها، وأن يمتنع “حراس الدين” عن الدخول في “حركة طالبان”. أظهرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في 3 نوفمبر 2019 إيصالات تمثل نماذج معتادة لدفاتر حسابات “داعش” تحمل شعار وزارة الأمن في تنظيم “داعش”، وقّع عليها رجال تم تحديد هويتهم على أنهم مسئولون في “حراس الدين”، حيث أن التنظيم دفع ما لا يقل عن (67) ألف دولار لعناصر من جماعة “حراس الدين”، وهي فرع لتنظيم “القاعدة” ومنافس لدود لتنظيم “داعش”. لكنه في النهاية تعرض لخيانة أحد المقربين منه؛ ما أدى إلى مقتلة في غارة للقوات الأمريكية الخاصة.
اتفاق سوتشي
يعد تنظيم حراس الدين أحد التنظيمات الإرهابية المقصودة باتفاق سوتشي، حيث توصلت روسيا وتركيا في سبتمبر 2018 إلى اتفاق “سوتشي” وهذه أبرز بنوده
- إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب بعرض يتراوح ما بين 15 إلى 20 كيلومترا على طول خط التماس
- إخراج جميع الفصائل الجهادية ونزع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ ومدافع هاون التي بحوزة تلك الجماعات.
- مراقبة روسيا وتركيا المنطقة منزوعة السلاح.
- فتح حركة المرور بين حلب واللاذقية، وبين حلب وحماه.
رفض تنظيم “حراس الدين” الاتفاق الروسي- التركي في 24 سبتمبر 2018 برفقة (أنصارالتوحيد وأنصار الدين وأنصار الله وتجمع الفرقان وجند القوقاز) فضلا عن فصائل جهادية أخرى عاملة ضمن “هيئة تحرير الشام”. ورفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظام الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي. وفي بيان للتنظيم قال إن المشهد وصل لهذا الوضع منذ وافقت الفصائل على إقصار وجودها على مناطق الشمال، تاركة خلفها المدن والقرى للجيش السوري. ولفتت إلى أن هذا الوضع أُعد له عبر اتفاقات ومؤتمرات شبيهة باتفاق سوتشي، معتبرة أن الموافقة على الاتفاق سيزيد من ضعف موقف الفصائل.وبينما تُطالب الفصائل، بمقتضى الاتفاق، بالانسحاب شمالًا بعيدًا عن المنطقة العازلة، وتسليم سلاحها الثقيل، اتهمت الحركة الموافقين على البنود بالتخاذل. وناشدت الحركة المتعاطفين معها خارج سوريا للانضمام إليها، بدعوى أن “الشام عقر المؤمنين”، على حد زعمهم، متوجهة إلى من سمتهم “المشايخ الذين تثق بهم”؛ لتستفتيهم في الوضع والتوجه إليهم بالنصيحة.
جهود محلية ودولية لدحرالتنظيم
النظام السوري
أفشل الجيش السوري هجوما لمسلحي تنظيم “حراس الدين” في 3 من يوليو2018 على أحد مواقع الجيش على محور تل بزام بمحيط بلدة صوران شمالي حماة، حيث قام التنظيم باستهداف مواقع الجيش بعدد من القذائف والطلقات الرشاشة معتمدين على خطوط إمداد مفتوحه، تصل بين مدينة مورك شمال حماة وريف إدلب الجنوبي. وقام سلاح الطيران السوري الروسي المشترك باستهداف عدة مواقع للتنظيم في سكيك والتمانعة ومعركبة واللحايا في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وتمكن الجيش السوري من استعادة كافة النقاط التي تقدم إليها المسلحون.
قتل (9) من مسلحي تنظيم “حراس الدين”، بينهم (7) من جنسيات شيشانية وأوزبكية وصينية إضافة لمسلح من الجنسية الليبية وآخر من الجنسية المصرية، كانوا يحضرون لعملية (انغماسية) ضد مواقع الجيش السوري بمحيط بلدة سنجار جنوب شرقي إدلب في 9 يوليو 2018.
التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية
- استهدفت وزارة الدفاع الأمريكية في يونيو 2019 مبنى في جنوب حلب كان يجتمع فيه بعض كبار الشخصيات في تنظيم “حراس الدين” وفصائل أخرى ما أسفر عن مقتل اثنين من كبار قادة التنظيم.
- واستهدفت الولايات المتحدة الأمريكية في 31 أغسطس 2019 معسكراً تدريبياً لـ”حراس الدين” و”أنصار التوحيد” (الموالية للقاعدة) ما أسفر عن مقتل قيادي بارز في جماعة “أنصار التوحيد”، الملقب بـ”أبو أسامة الليبي”.
- شنت غارات جوية في 1 سبتمبر 2019 على اجتماع كان يضم أكثر من (51) إرهابيا من التنظيم بينهم قيادت مهمة. وأسفر الهجوم عن مقتل (29) إرهابيا بينهم (7) قيادات يحملون جنسيات أجنبية.
- شن التحالف الدولي غارات جوية في 14 سبتمبر 2020 في إدلب أدت إلى مقتل زعيم بارز يعرف باسم “سياف التونسي”.
- عرض “برنامج” مكافآت من أجل العدالة التابع للخارجية الأميركية، (5) ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن “فاروق السوري” قائد تنظيم “حراس الدين”. كما عرضت الخارجية الأميركية نفس المبلغ تقريبا لمن يقدم معلومات عن “أبو عبد الكريم المصري” والتي تؤدي إلى تحديد هويته أو مكانه. صنفت الخارجية الأميركية في عام 2019 تنظيم”حراس الدين” كمنظمة إرهابية وأدرجت “أبو همام الشامي” القائد العسكري السابق لـ”جبهة النصرة” على القائمة السوداء للإرهاب.
- شن التحالف الدولي غارة في 27 أكتوبر 2020 جماعة “حراس الدين” في محافظة إدلب بالشمال الغربي السوري وتم مقتل عضو مجلس القيادة والشورى داخل التنظيم”أبو محمد السوداني”.
- نفذ التحالف الدولي هجوما بطائرة مسيرة على قيادات التنظيم بريف إدلب الشمالي الشرقي ا في 15 يونيو ،2020 وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من قادة تنظيم “حراس الدين”.
حراس الدين تهديد للأمن الأقليمي والدولي
إقليميا
العراق : أشارت تقارير في 2 يناير 2019 إلى تمدد تنظيم “حراس الدين” في بعض المحافظات العراقية كالأنبار(غرب) ونينوى وكركوك وقضاء الشرقاط وطوزخورماتو التابعين لمحافظة صلاح الدين (شمال). أفادت مصادر أمنية عراقية أن التنظيم كان قد انضم إلى “حركة الجيش النقشبندي” في العراق، وأن التنظيم بدأ يستغل الصراع السياسي بالعراق لبسط نفوذه، وتنفيذ عمليات نوعية. وأن هناك بعض الجهات السياسية في محافظات صلاح الدين ونينوى وكركوك تدعم التنظيم بصورة سرية، و تعقد معه اجتماعات شبه شهرية، لتزويده بمعلومات تخص الجانب الأمني والاقتصادي والسياسي.
كشفت مصادر استخباراتية عراقية في 21 يناير 2019 عن تحركات تنظيمي حراس الدين والرايات البيض الإرهابيين إلى جانب تنظيم داعش في المناطق العربية السنية والكردية الخاضعة لسيطرة المليشيات الإيرانية في العراق، إلا أن مصادر أمنية عراقية كشفت وقوف طهران خلف محاولات تضخيم هذين التنظيمين للإبقاء على مليشياتها في هذه المناطق.
أعلنت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي في 5 يناير 2019 عن التحري في ظهور ما بات يسمى تنظيم “حراس الدين”، بالتزامن مع تأكيدات أعضاء من البرلمان العراقي أن اللجنة لم تسمع عن تنظيم “حراس الدين” إلا من خلال بعض وسائل الإعلام. وأكدت السلطات العراقية وفقا لتقارير استخباراتية وأمنية في 6 يناير 2019 أن لا وجود لتنظيم “حراس الدين” على الأراضي العراقية. في حين يرى ” حاكم الزاملي” الرئيس السابق للجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، أنه “من الناحية العملية، لا وجود لتنظيم من هذا النوع، وبهذا الاسم، حيث ما زلنا نتعامل مع تنظيم “داعش” الذي هزمناه عسكرياً، ونلاحق بقاياه الآن، بصرف النظر عن تسمياتها”، مبيناً أن “حراس الدين” في الواقع ليس أكثر من زوبعة إعلامية هدفها الإثارة، وربما خلط الأوراق، لا أكثر”.
بيّن الخبير في شؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي إن هذه الحركات غير معروفة بالنسبة للشارع العراقي، لكنها تحاول أن تظهر نفسها وتبرز نفسها من خلال مواقع غير موثقة، لكسب تأييد الشارع السني في العراق، بعد أن فشلت في سوريا. و أن مثل تلك التحركات ستفشل سريعاً في العراق بسبب عدم وجود بيئة مناسبة لاحتضانها، لاسيما أن القدرات العسكرية للقوات الأمنية قد ازدادت بعد حسمها المعارك ضد تنظيم داعش الذي كان يتحكم بثلث العراق
ليبيا: دفعت أنقرة بعدد من عناصر من تنظيم حراس الدين إلى ليبيا.أكدت ” ليندسي سنيل” الكاتبة الأمريكية المتخصصة في تغطية الأزمات الإنسانية والصراعات في 5 فبراير 2020 أن “حرّاس الدين” من التنظيمات التي وصل عناصرها إلى ليبيا بالفعل، وجارٍ تجنيد آخرين لنقلهم إلى ليبيا.”
دوليا
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” في 30 سبتمبر 2019 بأن مسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين يبدون قلقاً متزايداً من أحد فروع تنظيم القاعدة في سوريا، ويقولون إنه يخطط لشن هجمات ضد الغرب باستغلال الوضع الأمني الفوضوي في شمال غرب البلاد . وافاد التقرير أن بروز هذا الفرع للقاعدة في سوريا، وعمليات الفروع الأخرى للتنظيم في غرب أفريقيا، والصومال، واليمن وأفغانستان، يؤكد التهديد الدائم للجماعة الإرهابية، رغم مقتل أسامة بن لادن، وتراجع التنظيم إلى حد كبير في الأعوام الأخيرة أمام داعش، ليكون المجموعة التي تستقطب الإرهابيين العالميين.
الخلاصة
يتخذ تنظيم القاعدة عدة أشكال تنظيمية مختلفة كـ”حراس الدين” لكي يخفي عمق الانقسامات داخله لإثبات وجوده، وتصدير فكرة أن إيدولوجية تنظيم “القاعدة” مازالت قائمة وتستقطب العديد من الأنصار. يعد تنظيم “حراس الدين” مزيجا بين تنظيمي “القاعدة و تنظيم داعش” فهو يعتبر نفسه فرعا لتنظيم “القاعدة”. ومن جهة أخرى يُصنّف تنظيم “حرّاس الدين” نفسه أنه نسخة من تنظيم “داعش” وأن افكاره لاتختلف عن أفكار “داعش” وهذا مايفسر تهافت عناصر تنظيم “داعش” الفارين إلى إدلب بالانضمام إلى حراس الدين.
يعتمد الهيكل التنظيمي لـ”حراس الدين” على اللامركزية، فكل مجموعة مسئولة عن إدارة شؤونها بما يحقق أهدافها. تبقى قدرات تنظيم “حراس الدين” العسكرية والتمويلية ضعيفة ويميل دوما إلى التحالف مع تنظيمات أخرى كجماعة “أنصار التوحيد” و”جبهة أنصار الدين” لسد احتياجاته المالية والعسكرية.
لعب تنظيم “حراس الدين” دورا هاما في معارك إدلب بالإضافة إلى المناطق المحيطة بحماة واللاذقية بين الحكومة السورية من جهة و”هيئة تحرير الشام”.
يعدّ تنظيم “حراس الدين” ومنذ تأسيسه وقيادييه هدفاً دائماً لطيران التحالف الدولي. بات من المتوقع بعد الغارات التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم “حراس الدين” والتي أدت إلى مقتل العديد من أبرز قياداته وفقدان العديد من قدراته أن يتحول التنظيم إلى “خلايا سرية” تنفذ هجمات خاطفة نوعية أو يضطرللإعلان عن حل التنظيم رسميا أو فرار أنصاره إلى منطقة الساحل والصحراء، خاصة إلى ليبيا. وبات تواجد تنظيم “حراس الدين” في العراق مستبعدا ويرجع ذلك لتنامي قدرات الأجهزة الأمنية العراقية وعدم توافر بيئة خصبه للتجنيد والاستقطاب.
العلاقة بين “حراس الدين” و”هيئة تحرير الشام” ليست على مايرام، وقائمة على المصالح وحسابات الربح والخسارة. فهناك ثمة تنافس بين التنظيمين على الأراضي من أجل استقطاب المقاتلين الجدد وتوسيع النفوذ، ولكن كفة التنافس تميل إلى “هيئة تحرير الشام”. وأخيرا اتخاذ “هيئة تحرير الشام” قرارها باحتواء” حراس الدين” والقضاء عليه لتقديم نفسها كفصيل قوي على الأرض يجب التفاوض والتحاور معه بشأن مصير الشمال السوري وذلك عبر موافقة أنقرة..
المراجع
“حراس الدين” و”الرايات البيض”.. خدعة إيران لإبقاء مليشياتها في العراق
تنظيم حراس الدين.. النشأة والديناميات والاتجاهات المستقبلية
Split among Al-Qaeda’s supporters in Syria, in light of severe differences of opinion regarding the nature of the ties with Al-Qaeda leader Ayman al-Zawahiri
إدلب وعقدة تنظيمات على “يمين النصرة”: كيف يمكن حلّها؟
“مراسلات سرية” تكشف: استخبارات أذربيجان تنشط في إدلب
بسبب التمويل التركي.. «تحرير الشام» و« حراس الدين» في حرب التصفية الأخيرة
تنظيم «حراس الدين» يشن أول هجوم على القوات الروسية في الرقة
«حراس الدين»: جماعة تنظيم «القاعدة» المتغاضى عنها في سوريا
أميركا تعرض 5 ملايين دولار لاعتقال قائد تنظيم “حراس الدين”
سر العلاقة وأسباب النفي.. لماذا وفرت إيران مخبأ للرجل الثاني في القاعدة؟
الدرون الأميركية تلاحق “حراس الدين” في سوريا
2020: لماذا كان هذا العام كارثيا على تنظيم القاعدة؟
Exclusive – Extremist ‘Guardians of Religion’ Group Poses New Headache for Iraq
مصيدة ألغام للجيش السوري تفتك بعشرات الإرهابيين الأجانب والعرب جنوبي إدلب
“حراس الدين” تهديد إرهابي متزايد في سوريا يُقلق أمريكا
حركة حراس الدين من إدلب لصلاح الدين.. مغازلة القاعدة
«حراس الدين» وريث «القاعدة»… صداع جديد في العراق
أيام البغدادي بإدلب.. أموال مقابل الحماية و”تفاصيل الخيانة”
“حراس الدين”.. القاعدة إذ ترتدي ثوباً جديداً
من هم “حراس الدين” الذين رفضوا اتفاق سوتشي حول إدلب السورية؟
ماذا تعرف عن قادة “حراس الدين” الأردنيين في سوريا؟
حراسة شعلة القاعدة
مصيدة ألغام للجيش السوري تفتك بعشرات الإرهابيين الأجانب والعرب جنوبي إدلب
الباحث حازم سعيد